← Back to portfolio

هل بايدن سيكون صديق لفلسطين؟

Published on

  أنتهى عصر ترامب الذهبي وجاء عصر بايدن فهل فترة بايدن ستكون مكملة لي عصر ترامب وسيقضي فترة ولايته في خدمة إسرائيل وغض النظر عن المطالب الفلسطينية أم سيحدث العكس وسيكون هو الشمعة التي ستضئ البيت الفلسطيني من جديد ويعيد الأمل من جديد للشعب الفلسطيني

مما لا شك فيه أن ترامب كانت فرصة ذهبية ولن تتكرر لي إسرائيل فعمل على تكريس كل وقته وجهد منذ أن دخل إلى البيت الأبيض إلى آخر يوم له على كرسي السلطة وكرسي القرارات المصيرية على خدمة إسرائيل فقط ولم يلتفت لو عن طريق الخطأ إلى مطلب واحد لمطالب الفلسطينية بل كان مع كل قرار يتخذه لصالح إسرائيل يصدر قرار يصدم الفلسطينين والمجتمع الدولي فكانت فترة ترامب بالنسبة للفلسطينيين فترة كبيسة وانتكاسة للفلسطينيين وما أن خرج ترامب من البيت الأبيض عاد الكثيرين يلتقطون أنفسهم من جديد وباتوا ينظرون إلى بايدن أنه الرجل (المخلص) وسينقذ الفلسطينيين، لكن هل هذا صحيح أم أن بايدن سيخيب ظنهم وآمالهم ؟!

في الواقع هناك ثوابت في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ولن تتغير مع تغير الرؤساء الأمريكيين وهي أن الولايات المتحدة لن تضر مصالح إسرائيل أو تهدد أمنها واذا قدمت العشرات المميزات والخدمات لإسرائيل فسيكون المقابل هو تقديم ليست خدمة للفلسطينيين وأنما فتات وأقل من الفتات كحفظ ماء وجهها أمام العالم.فما قدمه ترامب على سبيل المثال لي إسرائيل من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان لن يغيره بايدن أو يتراجع عنه وأنما سيعمل على إرضاء الفلسطينيين بتقديم خدمات لإرضائهم وإن كان ذلك لن يرضيهم

فبايدن قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي ويتسلم زمام السلطة قدم العديد من الوعود في حال فوزه في الانتخابات وكانت فلسطين لها نصيب من هذه الوعود ومن هذه الوعود إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ومعارضة أي خطوة أحادية الجانب فيما يتعلق بعملية الضم و الزحف الاستيطاني..وكل هذه الوعود جعلت بايدن في نظر فلسطينيين أنه صديق ويمكن أن يصلح ما أفسده ترامب

وفي مقابل النظرة التفاؤلية التي ينظرها البعض لبايدن هناك من ينظر له نظرة تشاؤمية في ظاهرها لكن باطنها متيقنين أن بايدن لن يضرهم أوحتي يثير غضبهم وهذه النظرة من جانب بعض الإسرائيليين وتخوفهم من الخطوات التي قد يقدم عليها بايدن فيما يتعلق بالعودة إلى الإتفاق النووي الإيراني أو وقف عملية الزحف الاستيطاني فهم يبدون قلقهم من عودة بايدن لي الاتفاق الإيراني النووي لكن في نفس الوقت متيقنين أن بايدن لن يتخذ خطوة من شأنها تهديد أمن إسرائيل ففي حال عاد بايدن إلى الإتفاق النووي الإيراني سيكون بشروط منها النظر في برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية وفي التهديد الإيراني في المنطقة لكن إسرائيل تري أن سياسة بايدن الدبلوماسية تجاه الملف النووي الإيراني وتجاه التهديد الإيراني للمنطقة لا يصلح مع إيران فإسرائيل ترى القبضة الحديدية هي الخيار الأمثل عند التعامل مع إيران لا بديل عن ذلك فهي ترى سياسة الترامبية هي الخيار الأمثل لوقف المؤقت للتهديد الإيراني..أم فيما يتعلق بعملية الضم و الزحف الاستيطاني فأبدت إسرائيل تخوفها أيضاً من سياسة بايدن التي تعارض هذه السياسة ولذلك عملت إسرائيل على اتخاذ خطوات استباقية قبل أنتهاء فترة ترامب بأيام معدودة وهو بناء ٨٠٠ وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية وهذا القرار يعارض سياسة إدارة بايدن تجاه إتخاذ الخطوات الآحادية 

وتزامن مع تولى بايدن المنصب الرئاسي وأصبح الرئيس (الشكلي) للولايات المتحدة قامت السفير صفحة  الأمريكي في إسرائيل بتغيير في اسم الصفحة من اسم السفير الأمريكي لإسرائيل فقط إلى وضع إضافة جديدة وهي السفير الأمريكي لكل من إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربية مما أثار غضب نشطاء الإسرائيليين على السوشيال ميديا وبدأو يتساءلون ما الهدف من هذا التغيير؟ وسرعان ما عادت الصفحة إلي أسمها الأول وهو سفير الولايات المتحدة في إسرائيل وخرج المتحدث بإسم السفارة التأكيد على أن "لن يكون هناك تغيير في السياسة ولا مؤشر على تغيير السياسة في المستقبل" ..وكان هذا المشهد أشبه بجس النبض و زوبعة فنجان وكأن الهدف من هذا المشهد الذي لفت أنظار الجميع هو التأكيد أن الولايات المتحدة تجاه إسرائيل في عهد بايدن لن تتغير وستظل الولايات المتحدة هي الأم الحنون لإسرائيل وإسرائيل ستظل لي الولايات المتحدة الأمريكية هي الأبن المدلل التي يصعب على الولايات المتحدة اغضابه

فمما لاشك فيه أن فترة بايدن ستكون فترة إختبار لكل من فلسطين وإسرائيل وأن كان الميزان سيترجح لصالح إسرائيل فبايدن في أحد التصريحات له قال أنه "صهيوني" ويفتخر بذلك وزار إسرائيل أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ وفي تصريح نتنياهو الذي يهنئ فيه بايدن على توليه منصب رئاسة الولايات المتحدة ذكر أن بايدن صديق لي إسرائيل منذ "عقود" وهي إشارة إلى مدى عمق وقوى العلاقة بين بايدن وبين إسرائيل قبل توليه المنصب.. إضافة إلى أن بايدن حرص على أن تكون إدارته يشغل فيها أشخاص من أصل يهودي وتولى هؤلاء مناصب رفيعة وهامة مثل وزير الخارجية، ونائب وزير الخارجية، ونائب مدير وكالة المخابرات المركزية، ووزير الخزانة أو مدير الأمن السيبراني بوكالة الأمن القومي..فإذا كانت هناك إختلاف وتخوف إسرائيلي من سياسة بايدن تجاه بعض القضايا فهناك أيضاً أطمئنان ثابت وقوى أن بايدن لي يغير من ثوابت الأمريكية تجاه إسرائيل وعدم الإضرار بمصالحه فيمكن أن نقول إن بايدن سيكمل مسيرة ترامب في عملية السلام وسيتعامل مع إيران على أنها المهدد الأكبر لي أمن واستقرار إسرائيل بشكل خاص والمنطقة بشكل عام ولن يتراجع عن نقل السفارة الأمريكية من القدس.. التغيير الذي سيطرأ سيكون في الملف الفلسطيني والعودة من جديد إلى الحوار مع الفلسطينيين أم عن إسرائيل سيبقى الوضع على ماهو عليه ولا شيء سيتغير..مثل الموقف العربي والدولي من القضيةالفلسطينية الذي لم يتغير وبقي على ماهو عليه