← Back to portfolio

الإرهاب في ضيافة السوشيال ميديا

Published on

انقسم الرأي العام العالمي بعد قرار أغلاق صفحة دونالد ترامب من جانب الفيسبوك وتويتر (عمالقة السوشيال ميديا) إلى معسكرين المعسكر الأول يرى أن هذا القرار موفق وكان يجب اتخاذها من فترة بل قرار متأخر أما المعسكر الثاني فأستنكر هذا القرار ورأى أنه مبالغ فيه ويقيد حرية الرأي والتعبير

وبين هذا المعسكرين خرج أشخاص آخرين يستفسرون و يتساءلون عن إزدواجية المعايير والشروط التي يضعها عمالقة السوشيال ميديا وتطبيق هذه المعايير وفق أهداف معينة وليس وفق معايير أخلاقية أو إنسانية أو أمنية .. فكان السبب الرئيسي لى أغلاق صفحة دونالد ترامب وفق لي ماتزعمه شركتين تويتر وفيسبوك أنه يحرض على العنف وأن تصريحاته قد تهدد الأمن والسلم العام لي الولايات المتحدة ومن ثم تم اتخاذ هذا القرار لمنع حدوث أي أعمال عنف وشغب نتيجة لي تصريحات دونالد ترامب.. هذا القرار جعل الكثيرين يسخرون ويستنكرون من إزدواجية السوشيال ميديا في تطبيقها شروط وسياسات التي تضعها لي مستخدمين منصاتها فهي أغلقت صفحة دونالد ترامب بسبب تحريضه على العنف لكن في ذات الوقت تترك منصاتها متاحة لي الجماعات الإرهابية والجماعات ذات التطرف الفكري ينشرون أفكارهم وأعمالهم الإرهابية المتطرفة في سهولة ويسر بل وتتيح لهم أيضاً أن يذيعوا بياناتهم على منصاتها ويستخدمونها كمنصة إعلامية وذلك في حال إذا قامت إحدى هذه الجماعات الإرهابية بتبني حادث إرهابي فيعملون على نشر أعمالهم الإجرامية والدموية على الفيسبوك وتويتر دون أن يتخذ عمالقة السوشيال ميديا بأي إجراء ضد هذه الصفحات.. وداعش خير مثال على ذلك فالسوشيال ميديا في أوقات سيطرة الجماعات الإرهابية علي بعض الدول وأصبحت تنافس هذه الجماعات الدولة بدأت هذه الجماعات تروج لي أعمالهم الإرهابية وأصبحت معروفة في أنحاء المعمورة عن طريق السوشيال ميديا فكانت داعش بعد أن تقوم بعملية إرهابية مثل تصويرها حالات إبادة جماعية لي مواطنين كان يتم نشر هذا الفيديو على السوشيال ميديا وكانت السوشيال ميديا من كانت تتمتع بالحصرية والفورية في نقل هذه المشاهد الدموية.. وأمام هذه المشاهد الدموية التي تحرض على العنف وتؤثر على الحالة النفسية للمشاهد وتثير الخوف والرعب في نفوس المواطنين لم تتخذ عمالقة السوشيال ميديا بإتخاذ أي إجراء بل كانت تتيح لهم نشر ذلك

واستمراراً لمسلسل إزدواجية المعايير التي يعتنقها عمالقة السوشيال ميديا أنها كانت في أغلب تصريحات ترامب التي يتم نشرها على هذه المنصات كانت تعمل على حجبها أو تعمل على وضع إشارة للدلالة على عدم صحة ودقة المعلومات التي ينشرها ترامب على صفحاته فيمكن القول إن صفحة ترامب أكثر صفحة في تاريخ السوشيال ميديا شاهدت عملية قمع واضطهاد لم نراها من قبل في عالم السوشيال ميديا وفي مقابل عمليات القمع التي مارستها عمالقة السوشيال ميديا على صفحات ترامب والتظاهر بأنها تخشى نشر معلومات غير دقيقة على منصاتها عن طريق استخدام سلاح الحجب والمنع والتشكيك في مايكتبه.. نجد السوشيال ميديا في مقابل ذلك يتيح مواقع إلكترونية بنشر شائعات وأكاذيب بل وتحريض ضد الدول والدعوة إلى هدم الأوطان متخفيين في ثوب الحرية والديمقراطية وخير مثال على ذلك قناة الجزيرة وذيولها الذين يهاجمون دول بعينها ليلاً ونهاراً ويحرضون ضد مؤسسات هذه الدول وإلى قلب النظام وعلى الرغم من ذلك لم يتخذ عمالقة السوشيال ميديا إجراء ضد هذه المنصات بل تتيح لهم الحرية وتعطي لهم مساحة كبيرة لي نشر الأكاذيب والشائعات 

وفي مقابل إغلاق صفحة ترامب نجد أن السوشيال ميديا تتيح منصاتها لي الأب الروحي للإرهاب المتمثل في المرشد الأعلى الإيراني خامنئي وتتيح له نشر تهديدات على منصاتها والمثير للدهشة أن هذا التهديد موجه لي الولايات المتحدة حيث المقر الرئيسي لكلا من الفيسبوك و تويتر فتغريدات خامنئي تحرض على العنف وتهديد أمن الولايات المتحدة لكن على الرغم من ذلك لم يتخذوا أي إجراء وفي مقابل ذلك نرى أن السبب الرئيسي وراء إغلاق صفحة ترامب هي أن تصريحاته تحرض على العنف وتهديد أمن وأستقرار الدولة لذلك تم أغلاق صفحته

فأي ازدواجية في المعايير يتبعها السوشيال ميديا مما يجعلنا نضع تسأولات بدون إيجاد إجابة لها فما هو تعريف العنف وتهديد أمن الدول والشعوب بالنسبة لي عمالقة السوشيال ميديا ؟! وما هو تعريف الحرية بالنسبة لهم هل الحرية تعني إتاحة الجماعات الإرهابية أستخدام منصاتها لي نشر أعمالهم الإرهابية ونشر الخوف والذعر لدى المواطنين ؟! هل الحرية السيئة تكون مباح للبعض لنشر الأكاذيب والشائعات وتهديد أمن واستقرار الدول؟! هل الحرية بالنسبة لي السوشيال ميديا هو إتاحة صفحات تنشر الكراهية والعداء والتعصب ؟! وماهي المقاييس التي تعتمد عليها عمالقة السوشيال ميديا في صناعة معايير خاصة بهم وإذا أخطأوا وهم يرتكبون الكثير من الأخطاء من يصحح مسارها ومن يحاسبهم؟