← Back to portfolio

إسرائيل والعدوان الإيراني

Published on



هل يمكن أن تصدق نوايا إسرائيل في إعلانها الحرب على إيران وهل الحرب قادمة بالفعل ولا مجال للفرار منها؟وهل التدريبات والاستعدادات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي هي إنذار لتعبئة المنطقة والعالم لي الأستعداد لساعة الحرب على إيران؟

أم أن هذه التصريحات النارية من جانب المعسكر الإسرائيلي والهجوم الشرس ولغة التهديد المتكررة ضد النظام الإيراني هي فقط إنذار لإدارة بايدن وأخطارها بأن إسرائيل رافضة بشكل قاطع عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإتفاق النووي الإيراني وتقديم تنازلات لي النظام الإيراني بدون وجود ضمانات تحمي أمن إسرائيل.؟

متابعة لما يحدث بين المعسكرين الإسرائيلي و الإيراني من تطورات وتصريحات من جانب المعسكرين يمكن القول إن كلا المعسكرين لا يريدون حرب وأنما يتم استخدام لغة التهديد والوعيد والتصعيد الكلامي كسبيل للوصول إلى حل يمنع التصعيد وتحويل الحرب الكلامية إلى حرب عسكرية فكلا البلدين في أوضاع لا تسمح لهم بالاستعداد للدخول إلى حرب موسعة ينتج عنها خروج المعسكرين خاسرين ومستنزفين اقتصادياً وبشرياً وينعكس ذلك على جعل الأوضاع السياسية غير مستقرة وهم في حقيقة الأمر مستنزفين اقتصادياً وبشرياً وسياسياً وذلك بدون خوض حرب عسكرية فهناك حرب من نوع آخر يخوضها العالم بأسره وهي فيروس كورونا الذي استنزف الطاقات البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم.. وإسرائيل وإيران جزء من هذا الأستنزاف وهم عانوا من ذلك مثل دول العالم

وعندما يتم الحديث عن استعدادات المعسكرين الإسرائيلي و الإيراني لخوض حرب عسكرية وإعادة ترتيب أوراق المعسكرين من جديد على حساب أمن واستقرار وسلامة المنطقة بسبب فشل أو محاولة أجهاض الحل الدبلوماسي فهنا لن يكون إسرائيل وإيران وحدهم من تجني ثمار سياستهم التعنتية وأنما المنطقة بأثرها ستجني ثمار هذه السياسة إجبارياً

فإسرائيل على الرغم من أنها تشدد على استخدام الحل العسكري كسبيل للوصول إلى نتيجة مرضية فهي في نفس الوقت لا تريد تصعيد عسكري فأسرائيل تواجه العديد من التحديات على مستوى الأمني والسياسي والاقتصادي والصحي وانعكاس ذلك على طبيعة المعيشة للمواطن الإسرائيلي ففي داخل إسرائيل نتنياهو يخرج بتصريحات في بعض الأحيان تعلو فوق صوت المنطق وهو الحديث أن إسرائيل ستكون أول دولة في العالم ستخرج من جائحة كورونا بسبب زيادة عدد الحاصلين على لقاح كورونا  مقارنة بدول العالم فهو لا يضع في اعتباره أو يغمض عينيه عن مايحدث داخل الشارع الإسرائيلي مثل احتجاجات التي تضرب الشارع الإسرائيلي من حين لآخر وهذه التجمعات تساهم في زيادة عدد المصابين أو مشهد الذي شهد في الآونة الأخيرة تجمعات بالآلاف في إحدى المناطق داخل إسرائيل مكان ضيق ومكتظ بالأشخاص يشيعون جثمان متوفى وهذا بالتالي يساهم في زيادة عدد المصابين بفيروس كورونا على عكس مايروج له نتنياهو بأن إسرائيل ستكون أول دولة تتربع على عرش الناجين من جائحة كورونا

إضافة إلى جانب الصحي فهناك أنتخابات إسرائيلية في مارس القادم وهناك حالة من التشققات في الطبقات الإسرائيلية وان كان بشكل مؤقت وذلك بسبب الأنتخابات الإسرائيلية القادمة والتنافس على من سينال ثقة المواطنين الإسرائيليين وإن كان هناك استطلاعات رأي أجرتها بعض القنوات الإسرائيلية تظهر تفوق حزب الليكود بقيادة نتنياهو في الاستطلاع وان هناك تأييد أن هو من يصلح أن يتولى البلد في الفترة الشائكة القادمة مقارنة بالأحزاب الأخرى التي تنافس حزب الليكود وهنا يجب الإشارة أن المواطنين لم ينظروا أو يعطوا اهتمام لسجل الإتهامات المواجهة لنتنياهو وأنما أكثر اهتمامهم منصب على الجانب العسكري والأمني وهذا يساهم في زيادة تأييد المواطنين لنتنياهو إلى جانب ذلك فالمكالمة الهاتفية التي أجراها بايدن مع نتنياهو تساهم في زيادة رصيد نتنياهو في الأنتخابات ووفق لهذه المؤشرات فقد يكون نتنياهو رجل المرحلة القادمة وقد يفوز أو "سيفوز" في الانتخابات

أما عن الجانب العسكري فإسرائيل كدولة أو إن جاز التعبير جيش تحول إلى دولة فهي دائماً في حالة تأهب واستعداد لما هو قادم لكن الصراع الإيراني أو إعلان الحرب على إيران هو مختلف بشكل جذري عن باقي الصراعات والحروب التي نمت وكبرت إسرائيل عليها في العقود السابقة فإيران حالة فريدة استطاعت أن تطوق إسرائيل من مختلف الجهات وعملت على التفاف حول عنق إسرائيل فإيران أشبه بحزام ناسف قد ينفجر في أي لحظة وذلك إذا قررت إسرائيل أن تهدد أمن إيران من الداخل حيث مركز القيادة والمحرك لذيول إيران في المنطقة فهنا إيران ستحرك ذيولها في المنطقة لي الانقضاض على إسرائيل من خلال أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان..فهل إسرائيل مستعدة لهذه الحرب الشرسة ومستعدة لأن تحارب في مختلف الجبهات في وقت واحد؟

أم عن إيران فيبدو إنها في وضع أقوى مقارنة بإسرائيل وأصبحت في عهد بايدن هي من تملي الشروط على الولايات المتحدة الأمريكية وهي تحدد لها مايرضي إيران وما لايرضيها وتلجأ إلى أساليب الضغط مثل إعلان أنها ستعلق التفتيش المفاجئ لمفتشي الدوليين للوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن يستكملوا مهامهم في إيران وتقليص التزاماتها بشروط الاتفاق النووي الإيراني وذلك كخطوات للتسريع من خطوات إدارة بايدن فشعار إيران الحالي أنه قد نفذ صبرها ولن تقدم تنازلات أخرى للمعسكر الأمريكي وأنه حان الوقت أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية تنازلات وهو العودة إلى الإتفاق النووي الإيراني رفع العقوبات عن إيران لكن في مقابل ما تقوم به إيران من إستعراض ريشها أمام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والعالم هل إيران مستعدة أيضاً لسيناريو خوض حرب عسكرية موسعة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وتتحمل نتائجها؟! فأحد أذرع إيران الرئيسية والهامة في  المنطقة هو حزب الله فصرح الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنهم "لا يريدون خوض حرب" وهذا أمر يثير علامات الأستفهام والتعجب وهو أن حزب الله دائماً ما يرفع شعار المقاومة في وجه إسرائيل وحين ما أتت له فرصة ان يواجه إسرائيل فإذا فجأة يقررالهروب من أرض المعركة بأمر من القيادة المركزية في إيران فأين المقاومة يا أصحاب المقاومة ويا مدافعين عن المقاومة؟

فكلا المعسكرين أصبحوا يتبعون المقولة الدارجة "سيب وأنا سيب" فهم لا يريدون حرب موسعة فهم يريدون ضمانات مستقبلية تحمي ما قد يحدث في المستقبل وإن كانت إسرائيل في الغالب ترى الحل العسكري هو الحل الأمثل عند إتخاذ قراراتها لكن النموذج العراقي والسوري لا يصلح أن يتم تطبيقه على النموذج الإيراني التوسعي الذي يعاتب الإستطيان الإسرائيلي ويعادي إسرائيل كونها دولة إحتلال وفي الواقع أن إيران نفسها من تمارس الإستيطان الإيراني وتزحف في المنطقة وتلتهم كل من حولها وأصبحت المنافس الأكبر في الإحتلال وتحتل جزء كبير من دول المنطقة وكأن المنطقة أصبحت مسرح للتنافس على من يحتل أكبر جزء من المنطقة فأصبحت إيران بالنسبة لدول الخليج بشكل خاص هي التهديد الأكبر وهي من تمارس العدوان على دول المنطقة وليس إسرائيل  وأصبحت دول الخليج مع المعسكر الإسرائيلي وهناك درجة من تقارب وجهات النظر والمصالح بين إسرائيل ودول الخليج لمواجهة المعسكر الإيراني التوسعي الأستطياني وانقلبت الموازين..وهذا مايجعلني أضع تساؤلات أخيرة بدون إجابة عليها متى ستخرج المنطقة من عنق الزجاجة؟! ومتى ستنعم المنطقة بأمن واستقرار وسلام ولن نطمح لي مدى الحياة وأنما لبعض الوقت؟ متى ستشرق شمس الأمن والاستقرار على المنطقة؟