← Back to portfolio

هل الحرب القادمة ستكون بين المعسكرين الإسرائيلي و الإيراني؟

Published on



"نتمتع بحرية عمل واسعة في الشرق الأوسط"

"في الحرب المقبلة ستسقط آلاف الصواريخ علينا لكننا سنرد بشكل أوسع" "العودة إلى الإتفاق النووي يمثل خطأ" هذه أحدى تصريحات رئيس هيئة الأركان جيش الدفاع الإسرائيلي أفيف كوخافي أثناء المؤتمر السنوي لمعهد ابحاث الأمن القومي والتي حملت العديد من الرسائل سواء داخل إسرائيل أو لي أيران أو الإدارة الأمريكية الجديدة والمنطقة أجمع

في حقيقة الأمر تصريحات أفيف كوخافي لم تكن غامضة أو رسائل مشفرة وأنما كانت واضحة صريحة وتحمل نبرة من الحدة ضد سياسة إدارة بايدن في تعاملها مع الملف الإيراني النووي وأيضاً رسالة تهديد لي أيران وأيضاً تدعو إلى تعبئة المواطنين الإسرائيلين والمنطقة لما هو قادم

وأستقبلت تصريحات أفيف كوخافي بنقد واسع سواء داخل إسرائيل أو خارج إسرائيل فمن أبرز من انتقدوا تصريحات أفيف كوخافي وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي والذي رأى أنه لا يجب نقد السياسة الأمريكية علناً إلى جانب عدد آخر من الأوساط الإسرائيلية نقدت تصريحات أفيف كوخافي ووجدت أن هذه التصريحات يجب أن يصرح بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووجدوا أن تصريحاته تعتبر تدخل في الشؤون السياسية

اما في خارج إسرائيل فكان من جانب إيران وهو رد على تصريحات أفيف كوخافي بتهديد مقابل وتحمل في طياتها كبرياء الإيراني مغلفاً بالإستفزاز والسخرية وهو أن" إسرائيل لن تستطيع مهاجمتنا" وإيقاظ إسرائيل من شهر العسل الذي قضته مع إدارة ترامب وذلك بالإشارة إلى عهد بايدن وعودة إلى الإتفاق النووي الإيراني

لكن في ظل هذه الحرب الكلامية والتصريحات النارية التي نشهدها في الآونة الأخيرة من جانب المعسكرين الإسرائيلي والإيراني وفي ظل استعراض كل من المعسكرين نقاط قوته وفريقه الذي ينضم إلى معسكره على ساحة الشرق الأوسط هل من الممكن أن يحدث حرب مستقبلية بين المعسكرين الإسرائيلي والإيراني إذا لم ترضخ إدارة بايدن للمطالب الإسرائيلية؟! وهل يمكن أن تشهد المنطقة حرب موسعة جديدة وإذا حدث ذلك من ستكون الأطراف المضيفة في هذه الحرب المستقبلية؟! وهل إذا امتلكت بالفعل إيران قنبلة نووية هل أول دولة ستعمل على محوها من الخريطة هي إسرائيل وذلك وفق "الأسطورة الإيرانية" أم ستكون الدول العربية ستكون هي أول أضحية للنظام الإيراني التوسعي الأخطبوطي؟

إسرائيل كدولة لها طبيعة خاصة عن باقي دول العالم فدول العالم لها دولة بجيش، أم إسرائيل فهي جيش بدولة هي أن جاز التعبير مؤسسة عسكرية دائماً في حالة من الاستعداد والتأهب للحرب القادمة فهي واقفة على أرض غير صالبة تطوق بها مليشيات إيران من مختلف الجوانب سواء داخل إسرائيل أو خارج حدود إسرائيل وإن كان هذا الطوق أو الحزام قل حدته في الآونة الأخيرة نتيجة ما طرأ على الساحة العربية من تغيرات نشهدها في المنطقة نتيجة ثورة السلام التي اجتاحت المنطقة وثورة في العلاقات العربية الخليجية الإسرائيلية وتقارب في وجهات النظر وهذه التغيرات المفاجئة التي طرأت على المنطقة مما لاشك فيه أنه صاحبته تغيرات في الرؤى وفي تكوين حلفاء جديدة لمواجهة التهديدات المشتركة المتمثلة في إيران ومن ثم ستكون لها دور لو هناك حرب مستقبلية بين المعسكر الإسرائيلي والمعسكر الإيراني.. ولقد لاحظنا ذلك التطور فيما يتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية في إحدى تصريحات أفيف كوخافي والتي تحدث فيها عن "محور الشر" المتمثل في إيران وذيول إيران في المنطقة وفي الجانب الآخر هناك تحالف مصري إسرائيلي أردني خليجي.. وذلك لمواجهة التهديدات الإيرانية وهذه التصريحات تحمل في طياتها نوع من الثقة وأن العلاقات الإسرائيلية العربية تشهد طور من التحسن والتطور والتقدم وهذا جعل إسرائيل تتحدث من منطلق القوة وأنها ليست وحدها من في الشرق الأوسط ستعمل بكل حزم لردع التهديدات الإيرانية

وهذا التطور ثم تثبيته على أرضية قوية في عهد إدارة ترامب فيمكن القول إن ترامب هو من وضع حجر الأساس للشرق الأوسط الجديد وفي تكوين حلفاء جدد لي إسرائيل ومهد الطريق لإسرائيل لتستكمل الطريق ففي الأيام الماضية كانت هناك أول زيارة "علنية" من مسؤول إسرائيلي لدولة السودان فزار وزير الإستخبارات الإسرائيلي "إيلي كوهين" السودان لتعزيز الثقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات ومنها المجال الأمني وبالحديث عن المجال الأمني فالسودان كانت إحدى الدول التي استضافت زعيم تنظيم القاعدة ابن لادن في دولتها وكان السودان مأوى لتنظيم القاعدة وإيران لها علاقة بتنظيم القاعدة..إلى جانب تطور في العلاقات الإسرائيلية السودانية هناك تطور يوازيه في العلاقات الإماراتية الإسرائيلية وكذلك مع المغرب والبحرين وقد نشهد في الأيام القادمة دول أخرى تعلن التطبيع مع إسرائيل وذلك تزامن مع التهديد الإيراني الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة ودول الخليج

والي جانب هذا التطور الملحوظ في العلاقات العربية الإسرائيلية وإصلاح البيت الخليجي وإقامة المصالحة الخليجية هناك تطور وتصعيد في المعسكرين الإسرائيلي الإيراني ورفض إسرائيلي سواء على مستوى السياسي أو العسكري لعودة إدارة بايدن للاتفاق النووي الإيراني وعدم الوثوق في إيران وهي لا ترى سوى استمرار فرض العقوبات ضد إيران لتطويق مليشيات إيران و الخيار العسكري لمواجهة التهديد الإيراني النووي هو الحل الأمثل لهذه القضايا المعقدة، لكن ماذا سيحدث لو استمرت إدارة بايدن في سياسته" المعادية" لإسرائيل هل ستلجأ إسرائيل إلى الخيار العسكري؟

قد يكون ذلك احتمال وارد فرئيس هيئة الأركان للجيش الدفاع الإسرائيلي أفيف كوخافي طالب بزيادة ميزانية الجيش إلى جانب أنه صرح من قبل أنه طالب من الجيش وضع خطط وخيارات لمواجهة التهديد الإيراني النووي أي أن اسرائيل لديه العزم والنية والاستعداد لي اللجوء إلى الخيار العسكري وهذا يجعلنا نضع تساؤل آخر ماذا لو ضربت إسرائيل منشأت إيران النووية كيف سيكون رد فعل إيران وما تباعيات ذلك على منطقة الشرق الأوسط؟

يمكننا أن نقول إن إيران في ذلك الوقت لن تقول نحتفظ بحق الرد مثلما اعتدنا وأنما يمكن أن تصعد هي الأخرى وستقوم بشن هجوم مكثف على إسرائيل من مختلف الأتجاهات من جانب لبنان وسوريا واليمن والعراق عن طريق جيوشها الغير النظامية وفي مقابل التحرك الإيراني بمليشياتها في المنطقة قد يكون هناك تحرك إسرائيلي بحلفاءها وقد يتم ذلك بشكل غير علني أو أظهار دعم علني لإسرائيل

وإلى جانب هذا التصعيد الذي لا يقل فهل من الممكن إنقاذ الموقف وتقليل من هاجس الخوف الإسرائيلي الذي يلحقها كالظل والذي ينعكس آثاره على المنطقة؟؟ يمكن القول هناك مسكنات لي حل هذه الأزمة وليس حلول للقضاء على هذه التحديات وذلك من خلال العمل على عدة محاور محاولة إصلاح البيت الخليجي الإيراني شبيه بالمصالحة الخليجية وهو مادعت إليه قطر وإيران أيضاً وقد ينعكس ذلك على خلق حالة من الهدوء النسبي وإلى جانب ذلك أن يكون هناك جلسة حوار تتم بين الجانبين الإسرائيلي و الإيراني برعاية أمريكية ثم إن يكون هناك حوار خليجي إسرائيلي إيراني مشترك وتنتهي باتفاقية للعمل على منع ما قد يحدث مستقبلاً من حرب يخرج الجميع منها خاسرا

لكن قراءة للمشهد وتصاعد حدة النبرات التهديدية بين المعسكرين الإسرائيلي والإيراني فمن المستبعد أن الطرفين قد يسعوا إلى تهدئة الأجواء

فإيران أصبحت هي من تمثل التهديد الأكبر على المنطقة ومن تقامر بشعوب المنطقة من أجل حماية مصالحها وتتوسع على حساب دول المنطقة ولو أن فشلت المحاولات الإسرائيلية لي إقناع إدارة بايدن بعدم العودة إلى الإتفاق النووي الإيراني في هذه الحالة علينا أن ننتظر ما هي الخطوة التي ستخطوها إيران إذا امتلكت سلاح نووي ومن هي أول دولة ستهددها هل "إسرائيل" أم "السعودية" وأن كان ذلك واضح فإذا قمنا بعمل إحصائية لحساب عدد الصواريخ لمدة عام واحد والتي تطلقها مليشيات إيران على السعودية مقارنة بعدد الصواريخ التي تطلقها مليشيات إيران على إسرائيل سنجد السعودية لها النصيب كله من هذه الصواريخ وهذه التهديدات.. فهل العالم سينتظر لي معرفة من ستكون أضحية إيران أم سيعمل على التحرك لمنع حدوث ذلك سنعرف ذلك في الأيام القادمة